دور الإفصاح البيئي في دعم الأداء المتميز للشركات - دراسة استطلاعية في عينة من شركات اقليم كوردستان / العراق
الملخص
لم يعد اليوم من مصلحة احد الإغفال عن الجوانب المتعلقة بحماية البيئة والموارد الطبيعية المختلفة, لما لها من أثار سلبية على البيئة من تلوث واستنزاف لتلك الموارد. كما بدأت قضايا البيئة تطرح نفسها في السنوات الأخيرة على طاولة القادة السياسيين والإداريين بالشكل الذي أدى إلى مضاعفة الجهود المبذولة لعلاج مشكلاتها , مما أثار العديد من التساؤلات حول علاقة هذه المشاكل البيئية بالشركات والأداء المتميز لها, وبدأت تعتمد نظم للإدارة البيئية ويعد ذلك أمراً ضروريا لضمان استمرارية الشركات لاسيما الصناعية منها وتحسين أدائها الاقتصادي وكذلك الحفاظ على صورتها في المحيط الذي تتواجد فيه. ولما كان الإفصاح التقليدي لم يبين ما ينجم عن أنشطة الشركات من أثار سلبية على البيئة, مما يؤدي إلى نقص في عرض المعلومات المرتبطة بحماية البيئة وما ترتب عليها من آثار مالية في الماضي والحاضر والمستقبل، في الوقت الذي يشكل الإفصاح عن تكاليف حماية البيئة ونتائج السيطرة على التلوث قاعدة بيانات ممتازة حول ما يتعلق بسلامة العمليات وكفاءة إجراءات حماية البيئة فضلا عن اطلاع مالكي الشركة على طبيعة وحجم مسؤولياتهم. حيث ينصب الإفصاح البيئي في الإفصاح عن السياسات والأنشطة البيئية والسياسات المحاسبية المتعلقة بقضايا البيئة فضلا عن الإفصاح عن التكاليف والمطلوبات البيئية فيعمل على تحسين سمعة الشركة أو المحافظة عليها وهذا بحد ذاته يعد ركيزة أساسية لدعم الأداء المتميز كون الأخير هو ناتج تكامل الأداء الفاعل والمتميز لكل العاملين في الشركة وجهودهم الرامية إلى ترسيخ قيم التميز والسلوك البشري الرشيد ، والعمل بمبدأ الشفافية وعليه جاء هذا البحث لبيان ضرورة اعتماد الإفصاح البيئي وماله من دور فاعل في تحقيق الأداء المتميز للشركات لاسيما الصناعية منها والوقوف على مدى اعتمادية الشركات العراقية الإفصاح البيئي ومدى انعكاسه على تحقيق أدائها المتميز. ولتحقيق ذلك الهدف تم تقسيم البحث إلى عدة محاور انصب الأول منها على توضيح الإطار المعرفي للإفصاح البيئي بينما تناول الثاني ماهية الأداء المتميز وافرد الثالث لبيان دور الإفصاح البيئي في دعم الأداء المتميز ثم اختتم البحث بالجانب التطبيقي .
