العلاقة مع المنافسين في اطار الشراكة

Authors

  • م.د رحيم شراد عامر

Abstract

   ادى سقوط القيود والحواجز التي كانت تحد التجارة سابقا إلى مضاعفة عدد المنظمات المتنافسة في مختلف المجالات، وتوسع نطاق نشاطها على شكل عالمي. وأصبحت هذه الوضعية تمس الدول كما تمس المنظمات، مما اضطر كل منها إلى المحاولة الجاهدة للتصدي لهذه المنافسة والقدرة على استمرار تقبل منتجاتها في سوقها المحلية، وكذا محاولة تسويقها عبر الأسواق العالمية.

   إن هذا العدد الهائل من المنظمات التي تنشط في كل قطاع تخلق حالة من المنافسة، والتي تلزمها بالعمل الجاهد على تطوير قدراتها التنافسية للتصدي لها وعلى اعتبار ان المنافسة تعد من أهم مظاهر العصر الحالي، لا انه بالرغم من ذلك لم يتم تقديم تعريف محدد لها وإنما اختلفت وجهات النظر في تعريفها. وغالبًا ما يتم تناول موضوع المنافسة من منظورين يبدوان متناقضين للوهلة الأولى، فهناك من يقلل من شأنه إلى أقصى حد، وهناك من يبالغ فيه بشكل كبير، ولكن الحقيقة تثبت أنّه لا وجود للتناقض على أرض الواقع.

يقضي مؤسسو الشركات الناشئة القليل من الوقت في استيعاب وفهم السوق الذي تخوض فيه شركاتهم غمار المنافسة، في حين أنهم وبمجرد أن تنطلق شركتهم الناشئة فإنهم يكادون يقضون جل وقتهم في التفكير في المنافسين الذي سيواجهونهم في السوق.

   المنافسين على الأبواب هو مصطلح متداول في عالم التجارة كإشارة على وجود منافسيـن في مجالك لا يمكن ردعهم، مجموعة من المنافسين الذين يهددون قلعتك الريادية بلا رحمة، أو إشارة أن السوق الذي تعمل فيه أصبح له سمات خاصة وضعها منافسون أقوياء من الصعب منافستهم، وأحيانا يكون من الجنـون الدخول معهم في صدام.

   تثبت تجارب الشركات والأفراد أن أفضل وسيلة للتعامل مع المنافسين الذين يطرقون الأبواب هو مسايرتهم أو نقل ساحة المعركة إلى مكان مختلف، فالكثير من الشركات في مختلف المجالات حاولوا أن يقفـوا في طريق موجات التغيير الكبـرى في الأسواق، وفشلوا فشلا ذريعا، الكثير من الأشخاص حاولوا أن يتمسّكوا بمبادئهم القديمة في مجال التجارة، فكانت النتيجة أنهم غرقوا في موجات التجديد.

 

Published

2022-03-02